تُعد الشبكات اللاسلكية اليوم من أهم الأدوات التي تدعم العمليات اليومية في الشركات والمؤسسات، حيث أصبحت الركيزة الأساسية للتواصل الداخلي والخارجي، وتنفيذ المهام المعتمدة على التكنولوجيا مثل إدارة المشاريع عبر السحابة أو عقد الاجتماعات الافتراضية.
مع هذا الاعتماد المتزايد، يشكل أي ضعف في أداء الشبكات – سواء كان بطء في الاتصال أو انقطاعات متكررة – تهديدًا مباشرًا للإنتاجية ورضا الموظفين والعملاء على حد سواء.
تحسين هذا الأداء ليس مجرد مسألة تقنية، بل هو استثمار استراتيجي يضمن استمرارية الأعمال ومواكبة متطلبات العصر الرقمي.
سنتناول في هذا المقال تعريف تحسين أداء الشبكات اللاسلكية، والتحديات التي تواجهها، ومجموعة من النصائح والحلول المبتكرة لرفع كفاءتها في بيئة العمل.
تحسين أداء الشبكات يعني اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتعديلات لضمان عمل الشبكة بأعلى كفاءة ممكنة، والهدف من ذلك هو:
زيادة سرعة الاتصال: لتقليل وقت التحميل والانتظار أثناء العمل.
تحسين استقرار الشبكة: لمنع الانقطاعات المفاجئة التي تعطل سير العمل.
توسيع التغطية: لضمان وصول الإشارة إلى جميع أرجاء المكتب دون مناطق ضعيفة.
رفع الكفاءة العامة: لدعم التطبيقات والمهام الحرجة دون تأخير.
التداخل من الأجهزة الأخرى: تعمل الهواتف اللاسلكية وبعض الأجهزة الأخرى على نفس التردد (2.4 جيجاهرتز)، مما يتسبب في حدوث تشويش.
المعدات القديمة: لا تستطيع الراوترات أو الأكسس بوينت القديمة مواكبة المتطلبات الحديثة.
سوء توزيع الإشارة: يؤدي وضع الراوتر في مكان غير مناسب إلى تقليل التغطية.
الازدحام: يستنزف الاتصال بعدد كبير من الأجهزة النطاق الترددي.
نقص الأمان: تتعرض الشبكات غير المحمية للاستخدام غير المصرح به، مما يؤثر سلبًا على الأداء.
البيئة المادية: تعيق الجدران السميكة والأثاث المعدني انتشار الإشارة.
اختر مكانًا مركزيًا للراوتر
ضع جهاز الراوتر في وسط المكان لضمان تغطية مثالية للإشارة في جميع الاتجاهات. إذا كنت في مبنى مكون من طابقين، حاول وضعه على رف مرتفع في الطابق الأول لتصل الإشارة بقوة إلى الطابق العلوي.
ابعد الراوتر عن الأرض
تعيق الحوائط والأرضيات والأشياء المعدنية إشارة الواي فاي. حاول إيجاد مكان للراوتر بعيد عن هذه العوائق لتحسين جودة الاتصال.
استبدل هوائي الراوتر
تبث الإشارة من معظم هوائيات الراوتر في جميع الاتجاهات، مما قد يهدر جزءًا منها إذا كان الراوتر قريبًا من جدار خارجي. إذا كان الهوائي قابلًا للفصل، جرب استبداله بهوائي عالي التركيز لتوجيه الإشارة نحو المكان الذي تحتاجه.
قلل التداخل اللاسلكي
تعمل تقنية 802.11g على تردد 2.4 جيجاهرتز، وهو التردد نفسه الذي تستخدمه أجهزة مثل الهواتف اللاسلكية وبعض الأجهزة الأخرى في المكتب. لتجنب التشويش، اختر أجهزة تعمل على ترددات 5.8 جيجاهرتز أو 900 ميجاهرتز، أو استخدم تقنية 802.11n التي تدعم تردد 5.0 جيجاهرتز الأقل ازدحامًا.
جدد محول الشبكة في جهازك
أحيانًا يستقبل جهازك الإشارة جيدًا، لكنه يعاني في إرسالها مرة أخرى إلى لراوتر. إذا كنت تستخدم محول شبكة مدمج، استبدله بمحول USB خارجي مزود بهوائي لتحسين أداء الشبكات اللاسلكية.
استخدم مقوي إشارة
تعيد أجهزة تقوية الإشارة بث الواي فاي لتصل إلى أماكن بعيدة في المكتب. ضع مقوي الاشارة في منتصف المسافة بين الراوتر وجهازك، لكن احرص على اختيار نوع جيد وسهل الإعداد حتى لا يؤثر سلبًا على السرعة.
غير قناة البث
يعمل الراوتر على قنوات متعددة، وإذا كنت تعاني من تشويش، ادخل إلى صفحة إعدادات الراوتر (عبر كتابة عنوان IP في المتصفح) وقم بتغيير القناة. سيتكيف جهازك تلقائيًا مع التغيير.
اشترِ معدات من نفس الشركة
قد يؤدي استخدام راوتر ومحول من الشركة نفسها إلى تحسين الأداء الشبكات اللاسلكية، خاصة إذا كنت تستخدم تقنية wireless-G في مسافات طويلة أو مبانٍ ذات جدران سميكة.
طور أجهزتك إلى تقنية 802.11n
عند شراء معدات جديدة، اختر تقنية wireless-N، فهي أسرع مرتين من wireless-G، مع مدى أوسع واستقرار أفضل. ورغم من توافقها مع التقنيات القديمة (802.11a/b/g)، لن تلاحظ فرقًا كبيرًا إلا بعد ترقية جميع أجهزتك إلى هذا المعيار.
يمكن للشركات الاستفادة من أحدث الابتكارات لرفع أداء الشبكات اللاسلكية إلى مستويات غير مسبوقة.
على سبيل المثال، أصبحت تقنية Wi-Fi 6 متاحة في العديد من الأجهزة الحديثة، حيث توفر سرعات فائقة تصل إلى ضعف ما تقدمه التقنيات السابقة، مع قدرة أكبر على التعامل مع أجهزة متعددة في وقت واحد، وهذا يعني أن المكاتب التي تضم عشرات الموظفين المتصلين بشكل متزامن لن تعاني من التباطؤ كما كان في السابق.
بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه التقنية تقليل استهلاك الطاقة، مما يطيل عمر الأجهزة ويقلل من الحاجة إلى صيانة متكررة. يعد الاستثمار في تحسين أداء الشبكات ليس مجرد خيار ترفيهي، بل خطوة استراتيجية تضمن بقاء الشبكة متكيفة مع الاحتياجات المستقبلية لبيئة العمل، سواء كان ذلك يتعلق بزيادة عدد المستخدمين أو تعقيد التطبيقات المستخدمة.
تقليل الاستخدام غير الضروري: قد يؤدي استخدام الشبكة لأغراض غير عملية، مثل بث الفيديوهات الترفيهية أو تنزيل ملفات شخصية، إلى إرهاق النطاق الترددي. يمكن للشركات تطبيق سياسات تحد من هذه الأنشطة خلال ساعات العمل، مع توفير شبكة منفصلة للاستخدام الشخصي إذا لزم الأمر، مما يحافظ على أداء الشبكات اللاسلكية للمهام الأساسية.
توزيع عبء العمل: يساهم تشجيع الموظفين على جدولة المهام الثقيلة، مثل رفع ملفات كبيرة إلى السحابة، في أوقات محددة مثل فترات الراحة أو نهاية اليوم، في تقليل الضغط المتزامن على الشبكة ويضمن استقرارها، يساعد هذا النهج في تنظيم الاستخدام ويمنع الشبكة من الوصول إلى حدود طاقتها في أوقات الذروة.
تدريب الفريق: يعزز توفير ورش عمل لتعليم الموظفين من كيفية تحسين استخدامهم للشبكة، مثل إيقاف تشغيل الواي فاي على الأجهزة غير المستخدمة أو استخدام تطبيقات خفيفة، مما يساهم في رفع كفاءة أداء الشبكات اللاسلكية بشكل ملحوظ.
التعاون مع فريق IT: يضمن العمل مع متخصصي تكنولوجيا المعلومات لتحديد الأولويات وتخصيص الموارد بناءً على احتياجات كل قسم أداءً متوازنًا يخدم الجميع دون تحيز.
رصد الأداء في الوقت الحقيقي: يتيح تثبيت أنظمة مراقبة ذكية تراقب أداء الشبكات اللاسلكية لحظة بلحظة، واكتشاف أي خلل فوري، مثل انخفاض السرعة أو زيادة التداخل، مع إرسال تنبيهات فورية للمسؤولين للتدخل السريع.
تحديد المشكلات بدقة: تستخدم هذه الأنظمة تقنيات متقدمة لتحديد مصادر المشكلات، سواء كانت أجهزة معطلة أو مناطق ذات تغطية ضعيفة، مما يوفر الوقت في عملية التشخيص ويسرع تحسين الأداء.
التكيف التلقائي: تتميز بعض الأنظمة بالقدرة على تعديل إعدادات الشبكة تلقائيًا بناءً على البيانات المجمعة، مثل تغيير القنوات أو توزيع النطاق الترددي، مما يحافظ على أداء الشبكات دون الحاجة إلى تدخل يدوي مستمر.
تسجيل السجلات: يساعد الاحتفاظ بسجل لأداء الشبكة في تحليل الاتجاهات على المدى الطويل، مما يتيح للشركات اتخاذ قرارات استراتيجية لتحسين البنية التحتية بناءً على احتياجاتها الفعلية.
تتأثر الشبكات اللاسلكية بشكل كبير بعدد المستخدمين المتصلين بها، خاصة في المكاتب المفتوحة أو الأماكن التي تستقبل زوارًا بشكل متكرر. يمكن تطبيق أنظمة التحكم في الوصول التي تحدد من يمكنه الاتصال بالشبكة ومتى يتم ذلك.
على سبيل المثال، يمكن إعداد قوائم بيضاء تحتوي على عناوين MAC الخاصة بأجهزة الموظفين فقط، مما يمنع الأجهزة الخارجية من استهلاك الموارد دون إذن، كما يمكن ضبط النظام لفصل الأجهزة غير النشطة تلقائيًا بعد فترة معينة، مما يحرر النطاق الترددي للمستخدمين النشطين.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام جدولة زمنية للحد من الوصول خلال ساعات الذروة إلى المهام الأساسية فقط، مثل حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي أثناء الاجتماعات الكبيرة.
يتضح أن تحسين أداء الشبكات اللاسلكية في بيئة العمل ليس رفاهية، بل ضرورة لدعم الإنتاجية ومواجهة التحديات التقنية التي تعترض سير الأعمال.
يمكن للشركات تحويل شبكاتها إلى أداة قوية تدفع عجلة النجاح من خلال فهم التحديات وتطبيق الحلول المناسبة، سواء كانت تقنية أو تنظيمية.